المرأة العربية و جريمة الحب !!
هي ملاك في جسد امرأة من لحم ودم.. يغيب ضباب الحزن والكآبة ملامح وجهها، ففي العام العاشر من القرن الحادي والعشرين مازلنا (رجالا ونساء) نرزح تحت نير المفاهيم الأخلاقية القبلية الطبقية
ان لا بل ما تحمله من اعتداء على حريته وحقوقه وأمنه وما تمثله من خطر على مصيره فما زال حاملوا هذه المفاهيم (معيقوا التطور ومنتجوا المقهورين والمقهورات) طليقون بيننا الآن ونحن في العام العاشر من القرن الحادي والعشرين ويمتدون من بائع المازوت إلى المثقف والدكتور الجامعي الى الطبيب..الخ ينعمون بأعقد تكنولوجيات العصر الكثيرون منهم يرتدون أفخم الملابس ويسكنون أفخر الشقق العصرية، يركبون أحدث موديلات السيارات ويفاخرون بحيازة الهاتف والكومبيوتر المحمولين وفي شرايين دمهم تستوطن القبيلة والقبيلة من زمان الرق والعبودية.
من المعروف أن (مراحل التطور الارتقائي للمجتمع القديم كثيرا ما اشتملت على فترات طويلة جدا بسبب عفوية المجتمع في الماضي وبسبب المقاومة الضارية التي أبدتها الطبقات السائدة ضد التبدلات الاجتماعية) ولكن التجربة التاريخية للإنسانية ومعطياتها العلمية تبشر كل امرأة أن كل إعاقة للتطور صائرة إلى الفشل وأن الموقع الحضاري يتطلب من الإنسان إدارة التطور الثقافي من خلال السعي إلى استبدال الأشكال القديمة البالية المستنفذة بأشكال جديدة وكل امرأة ترفض الاستكانة لحكم القبيلة الاجتماعي إنما تسهم في نصيبها من تلك الإدارة وكما قالت الدكتورة نوال السعداوي فان الثمن الذي تدفعه المرأة المتحررة من صحتها وراحتها ونظرة المجتمع المعادية لها أفضل من الثمن الذي تدفعه من صحتها وشخصيتها ومستقبلها للعبودية والخضوع.
هي ملاك في جسد امرأة من لحم ودم.. يغيب ضباب الحزن والكآبة ملامح وجهها، ففي العام العاشر من القرن الحادي والعشرين مازلنا (رجالا ونساء) نرزح تحت نير المفاهيم الأخلاقية القبلية الطبقية
الذكورية المتسلطة ونظرتها المتخلفة للحب والمرأة..
هي امرأة مثل الكثيرات من نساء مجتمعنا المقهورات، ذكية متعلمة، شفافة، هي زوجة وأم، ملتزمة بواجباتها وبعملها داخل البيت وخارجه، مهتمة بقوامها وأناقتها، ناجحة بكل المقاييس الاجتماعية التقليدية.. والأهم أنها لا تعرف الكذب ولا النفاق ولهذا تنكشف الدموع المترقرقة في عينيها على سهول بعيدة من أحلام وردية متبددة وشباب ذاهب في سجن القبيلة المتنقل من العائلة الأبوية إلى الزوجية، امرأة تضغط على جرحها الوجودي.. تلعن ساعة ميلادها.. هي امرأة لم تعرف الحب يوما.
... وجريمة الحب أنه جزء أساسي من كياننا الإنساني، جزء من حقيقتنا وحقوقنا، جزء من وجودنا ومن شخصيتنا، جريمة الحب أنه جزء من تكويننا النفسي ومن تطورنا الطبيعي، جريمته أنه متعة حياتنا، جريمته أنه صورة فرحنا وجمالنا الداخلي وتألقنا وأملنا، وجريمته... أنه ليس انحرافا، فالانحراف بعينه هو نزعة القبيلة المتزمتة التي أرضعتنا مع حليب أمهاتنا أن الحب جريمة من عمل الشيطان والكل يكتشف ذلك في وقت ما من حياته وفي قرارة نفسه من الجاهل والأمي إلى المتعلم إلى رجل الدين إلى رجل القانون..الخ والكل صامت وعلى الصمت تنمو طحالب القهر والحرمان.
كم من امرأة حققت كل ما تتمناه امرأة شرقية من حاجيات مادية ضرورية لمظهر خارجي يستر جرحها الوجودي النازف وخيبتها القاتلة أمام الآخرين دون أن تفلح في سترهما أمام ذاتها..؟ بالتأكيد كل امرأة تحترم كيانها وتدرك حقوقها لا تقبل بحكم القبيلة الاجتماعي وكأنه القضاء والقدر فهي ترى وتسمع وتلمس وتحس وتعيش تناقض القيم الأخلاقية القبلية مع حقيقة الإنسان وواقعه بمشاعره، بعواطفه، بجسده ورغباته وتطوره النفسي السليم والطبيعي.. وكل امرأة عانت من ازدواجية تلك القيم منذ ولادتها إلى مراهقتها إلى آخر عمرها، ولكن ليست كل امرأة قادرة على المواجهة ولا كل امرأة قادرة على تحمل عجزها عن المواجهة ومن هنا تنشأ الخيبة وتبدأ رحلة الدموع الأبدية.
ولكن رغم التناقضات الفجة الواضحة بين الواقع وما تحمله مفاهيم القبيلة من قصور وعجز عن تلبية متطلبات الإنس
هي امرأة مثل الكثيرات من نساء مجتمعنا المقهورات، ذكية متعلمة، شفافة، هي زوجة وأم، ملتزمة بواجباتها وبعملها داخل البيت وخارجه، مهتمة بقوامها وأناقتها، ناجحة بكل المقاييس الاجتماعية التقليدية.. والأهم أنها لا تعرف الكذب ولا النفاق ولهذا تنكشف الدموع المترقرقة في عينيها على سهول بعيدة من أحلام وردية متبددة وشباب ذاهب في سجن القبيلة المتنقل من العائلة الأبوية إلى الزوجية، امرأة تضغط على جرحها الوجودي.. تلعن ساعة ميلادها.. هي امرأة لم تعرف الحب يوما.
... وجريمة الحب أنه جزء أساسي من كياننا الإنساني، جزء من حقيقتنا وحقوقنا، جزء من وجودنا ومن شخصيتنا، جريمة الحب أنه جزء من تكويننا النفسي ومن تطورنا الطبيعي، جريمته أنه متعة حياتنا، جريمته أنه صورة فرحنا وجمالنا الداخلي وتألقنا وأملنا، وجريمته... أنه ليس انحرافا، فالانحراف بعينه هو نزعة القبيلة المتزمتة التي أرضعتنا مع حليب أمهاتنا أن الحب جريمة من عمل الشيطان والكل يكتشف ذلك في وقت ما من حياته وفي قرارة نفسه من الجاهل والأمي إلى المتعلم إلى رجل الدين إلى رجل القانون..الخ والكل صامت وعلى الصمت تنمو طحالب القهر والحرمان.
كم من امرأة حققت كل ما تتمناه امرأة شرقية من حاجيات مادية ضرورية لمظهر خارجي يستر جرحها الوجودي النازف وخيبتها القاتلة أمام الآخرين دون أن تفلح في سترهما أمام ذاتها..؟ بالتأكيد كل امرأة تحترم كيانها وتدرك حقوقها لا تقبل بحكم القبيلة الاجتماعي وكأنه القضاء والقدر فهي ترى وتسمع وتلمس وتحس وتعيش تناقض القيم الأخلاقية القبلية مع حقيقة الإنسان وواقعه بمشاعره، بعواطفه، بجسده ورغباته وتطوره النفسي السليم والطبيعي.. وكل امرأة عانت من ازدواجية تلك القيم منذ ولادتها إلى مراهقتها إلى آخر عمرها، ولكن ليست كل امرأة قادرة على المواجهة ولا كل امرأة قادرة على تحمل عجزها عن المواجهة ومن هنا تنشأ الخيبة وتبدأ رحلة الدموع الأبدية.
ولكن رغم التناقضات الفجة الواضحة بين الواقع وما تحمله مفاهيم القبيلة من قصور وعجز عن تلبية متطلبات الإنس
ان لا بل ما تحمله من اعتداء على حريته وحقوقه وأمنه وما تمثله من خطر على مصيره فما زال حاملوا هذه المفاهيم (معيقوا التطور ومنتجوا المقهورين والمقهورات) طليقون بيننا الآن ونحن في العام العاشر من القرن الحادي والعشرين ويمتدون من بائع المازوت إلى المثقف والدكتور الجامعي الى الطبيب..الخ ينعمون بأعقد تكنولوجيات العصر الكثيرون منهم يرتدون أفخم الملابس ويسكنون أفخر الشقق العصرية، يركبون أحدث موديلات السيارات ويفاخرون بحيازة الهاتف والكومبيوتر المحمولين وفي شرايين دمهم تستوطن القبيلة والقبيلة من زمان الرق والعبودية.
من المعروف أن (مراحل التطور الارتقائي للمجتمع القديم كثيرا ما اشتملت على فترات طويلة جدا بسبب عفوية المجتمع في الماضي وبسبب المقاومة الضارية التي أبدتها الطبقات السائدة ضد التبدلات الاجتماعية) ولكن التجربة التاريخية للإنسانية ومعطياتها العلمية تبشر كل امرأة أن كل إعاقة للتطور صائرة إلى الفشل وأن الموقع الحضاري يتطلب من الإنسان إدارة التطور الثقافي من خلال السعي إلى استبدال الأشكال القديمة البالية المستنفذة بأشكال جديدة وكل امرأة ترفض الاستكانة لحكم القبيلة الاجتماعي إنما تسهم في نصيبها من تلك الإدارة وكما قالت الدكتورة نوال السعداوي فان الثمن الذي تدفعه المرأة المتحررة من صحتها وراحتها ونظرة المجتمع المعادية لها أفضل من الثمن الذي تدفعه من صحتها وشخصيتها ومستقبلها للعبودية والخضوع.