لكن بعد أن تفشل الحياة الزوجية ويتم الانفصال ، كيف ينعكس فشل العلاقة العاطفية على الزوجين ؟ ومن يتأثر أكثر بفشل هذه العلاقة المرأة أم الرجل ، وهل يمكن التغلب على هذا الفشل بالزواج مرة أخري ؟
أسئلة مهمة طرحها " لهن " على بعض الأشخاص وجاءت الإجابات كالتالي :
تؤكد هناء محمود ـ محاسبة ـ أن المرأة تتأثر أكثر من الرجل ، موضحة أنها لا تقول ذلك تحيزاً لبنات جنسها ولكن لأن المرأة بطبعها عاطفية وتضع العواطف والمشاعر في حياتها في المرتبة الأولي وتوليها دائماً الاهتمام الأكبر ، في حين أن للرجل أولويات كثيرة قد يأتي في آخرها المشاعر والعواطف وحين يتحدث عنها أو يبدي اهتماماً بها يكون من واقع احتياجاته بمعني أنه يبحث عن العواطف له ، ولا يهتم ببثها لزوجته ، بحجة أنه يكافح ويشقي ويحتاج إلي الكلمة الحلوة واللمسة الحانية وهنا تكون المشكلة ، فالعواطف حالة متبادلة ومشاعر تسري بين الطرفين في اتجاهين لا يمكنها السير علي طريق واحد كشريط القطار بل يجب أن تكون جيئة وذهاباً ، وإلا ذهبت ولم تعد وخرجت بلا رجعة .
وتضيف أنها لن تحمل طرفاً المسئولية الأكبر عن فشل العلاقات العاطفية بل الطرفين مسئولين مسئولية كاملة لأنها الحياة شراكة بين اثنين وحين تفشل يتحمل الاثنان النتيجة .
.
فشل الحياة الزوجية لها مؤشرات عديدة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار هذه وجهة نظر سماح حسين ـ مدرسة ـ موضحة أن الزوجين قد يسهمون بشكل كبير في انتهاء العلاقة دون أن يشعروا بذلك وذلك بسبب الحياة المملة والرتبة الخالية من العواطف التي اعتادوا عليها معاً ، ويبدأ الطرفين في البحث عن الحب والحرمان العاطفي مع شريك آخر لتعويض هذا الحرمان بشكل أو بأخر .
وبالرغم أن الخيانة قاتلة للطرفين إلا أن بعض الرجال لا ينظرون لها بهذه النظرة بل قد يأخذونها على أنها حق مكتسب ونوع من الانتقام .
وتوضح سماح أنها ليست قاعدة عامة على أن تكون العلاقة الثانية فاشلة بل من الممكن أن تكون التجربة الثانية بداية حياة جديدة وموفقة عن الأولي ، فهذا يرجع إلى طبيعة الشخص نفسه ومدي تأثره بحياته الأولي .
الرجل يتأثر عاطفياً أكثر
كارن إيليا |
وتشير كارن إلى أن الفشل العاطفي قد يؤثر على الطرفين بشكل سلبي وقد يصل الأمر إلى حالة نفسية أو مرضية فمنها من يعيش حالة مع الذات وينعزل تماماً عن الحياة ولا يسمح لنفسه أن يفرح أبداً مدي الحياة ، وقد يلجأ البعض الانتقام والتفكير الدائم في كيفية التخلص من الطرف الأخر الذي أذي قلبه وحطمه ، موضحة أن هناك من يأخذ هذا الفشل على أنه شيء إيجابي بالتفكير في حياة أخري أكثر آماناً واستقراراً والتحرر من حياة فاشلة .
ولمعرفة تأثير الانفصال وفشل الحياة الزوجية علي الشريكين أوضحت كارن أن هناك دراسة أجريت على بعض الأزواج وبينت أن الرجال يتأثرون أكثر من النساء من الناحية العاطفية ، وذلك لأن النساء يعتبرن أن الانفصال تحرر من حياة مأساوية معينة مع رجل قد يكون هو السبب في الفشل .
وبالرغم من أن البعض يعتقدون أن التغلب على الزواج الأول وفشله يكون بزواج ثاني ، إلا أن كارن لا تؤيد هذا الرأي وتؤكد أن العلاقة الثانية قد تكون فاشلة بجميع المقاييس لأنها سوف تبني على ترسبات وأنقاض العلاقة الأولي بسبب سوء الحالة النفسية التي يكون فيها الشخص ، لذا توصي كارن بضرورة ترك مسافة كبيرة بين الزواج الأول والثاني لدراسة كل منهما للأخر وللتأكد أننا تحررنا من عقد العلاقة الأولي .
علاج للقلب المجروح
- كل طرف يعتقد أن مشكلته العاطفية أكثر تجربة مؤلمة في التاريخ، لكن الحقيقة أن كل المجروحين تتبع قصصهم النمط نفسه والحياة تستمر دوما ، فإذا بقيت تفكر بكم الألم والأذى الذي سببته لك فستظل تتألم، لذلك وحتى يشفى قلبك بسرعة لا تأسف على نفسك وامتلك التصميم والإرادة لتجاوز هذه المحنة .
- حتى تتعافى بسرعة يجب أن تتخلص من كل ما يذكرك بهذا الفشل ، حتى لو وجدت ذلك صعبا .
- قضاء وقت نوعي مع الأهل والناس الذين يحبونك ويقفون إلى جانبك في الأوقات الصعبة ، وسيلة أكيدة للتعافي سريعاً .
- استعيد ثقتك بنفسك وابدأ بالإقلاع ببطء مجدداً عبر اكتساب صداقات جديدة وممارسة نشاطات مثل الرياضة، فتحسين مظهرك سوف يعطيك الثقة للقاء بالشريك المناسب ويعيد جميع حطام نفسيتك.
- اجعل الألم حافزا للنجاح ، فأفضل رد على كسر قلبك قد يكون النجاح، لذلك دع ألمك يصبح حافزاً لك للنجاح في حياتك .