من طرف ملكة الحب السبت 20 يونيو 2009, 5:37 pm
هذا رد هذه الاسئله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ........... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا السؤال الذي سألته له دلالات، فأول هذه الدلالات أنك بحمد الله تشعر بالخطأ الفاحش الذي يقع بمشاهدة هذه الأفلام الساقطة، والدلالة الثانية أنك تدرك أن علاج هذه البلية هو تقوى الله تعالى، والدلالة الثالثة أنك تشعر بالفعل أن من يشاهد هذه الأفلام إنما يشاهد الزناة والزواني، ومن هنالك جاء سؤالك: هل من يشاهد ذلك يعد زانيًا أم لا؟ إذن فسؤالك نفسه يدل على أنك قادر بإذن الله تعالى على التخلص من هذه البلية، وقادر على الخروج منها، فإن قلت فكيف السبيل إلى ذلك؛ فالجواب هو أن تعلم أن هذه الأفلام ليس ضررها على الدين فقط؛ كلا بل وعلى الدنيا أيضًا، فالذي يشاهد هذه الأفلام الساقطة ينضر في دينه؛ فإنه قد ارتكب إثمًا عظيمًا بل قد وقع فيما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (كتب على ابن آدم حظه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما السمع، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما الخطى، والقلب يشتهي ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) متفق على صحته.
إذن فبمجرد النظر إلى ما نهى الله عنه يعد من الزنا، فكيف بالنظر إلى هذه الفواحش الساقطة التي يعرض فيها ما حرم الله عرضًا مغريًا داعيًا إلى ارتكاب الفواحش وتزينها!
إذن فلا ريب أن هذا من جملة الزنا الذي نهى الله تعالى عنه وإن كان الزنا الذي هو زنى الفرج الحرام أعظم منه إثمًا ويلزم منه الحد بخلاف هذه الحالة، فقد حصل بذلك الجواب على سؤالك هل هذا من الزنا أم لا. ففائدة معرفة أن مشاهدة هذه المشاهد الساقطة تخرب الدين والدنيا يفيدك الاحتراز منها.
فتأمل كيف تسقط عدالة الإنسان وتذهب مروءته ويصل إلى حد الاستمتاع والتلذذ بالمناظر الفاجرة الخليعة التي تغضب الرب جل وعلا، هذا مع ما تدخله هذه الأفلام من ذهاب الغيرة على دين الله، بل والغيرة على حرمة الأهل والنفس أحيانًا، فكم من حرة وحرّ عفيفين صارا بمتابعة مثل هذه الأفلام من الزناة أصحاب الفواحش اللاهثين وراءها!
وأيضًا فإن من طريق دفع هذه المصيبة الصلاة، فبدل أن تهجم بعينيك على هذه المشاهد الساقطة افزع إلى الوضوء وطهر بدنك ثم صف قدميك وصلي ركعتين تستغيث بهما بربك وتطلب منه الثبات على دينه.
وأيضًا فإن هنالك الخوف من سوء الخاتمة، فهل تأمن أن يهجم عليك ملك الموت فيخطف روحك وأنت في تلك الحالة المزرية التي يستحي منها كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر! إذن فلا بد من استحضار الموت وتذكره، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أكثروا من ذكر هادم اللذات – يعني الموت - ).
وأيضًا فأمامك الصحبة الصالحة من الإخوة الصالحين، فابذل وسعك في رفقة الصالحين والاختلاط بهم والقيام معهم بالأنشطة المفيدة التي تعينك على طاعة الله وتشغل قلبك عن هذه الأمور المحرمة، وهذا من أعظم ما تدفع به كيد الشيطان؛ فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا كما قال صلوات الله وسلامه عليه في الحديث المتفق على صحته.
وأيضًا فلا يكفي الاستسلام والقعود بل لا بد من السعي الدؤوب الجاد في الزواج، ولو كنت طالبًا تدرس في هذا الوقت، فابذل وسعك في تحصيل أسباب الزواج فإن هذا من الواجبات الشرعية عليك، لا سيما وقد وقعت في الحرام الذي تعلم خطره وضرره، فإن الزواج إذا كان طريقًا لدفع الحرام مع تعذر الطرق الأخرى يصبح واجبًا ومحتمًا لأنه يتم به حفظ النفس من الحرام.
وأيضًا فعليك بالصوم قدر الاستطاعة فإن الصوم يعين على تقوى الله ويذكر بمراقبة الله مع ما فيه من إضعاف الشهوة التي تزداد وتهيج بالأكل والشرب، فإن الإنسان إذا حصل له جوع من الصوم انشغل قلبه وضعفت شهوته، فبذلك صار الصوم من أعظم الأسباب التي تضعف الدافع للشهوة، ولا ريب أن الإفراط في الطعام والشراب يهيج الشهوات؛ ولذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم على الصوم وبيَّن أنه وجاء، وحاصل المعنى الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم أن الصوم يضعف الرغبة في الجماع بقوة كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
ونوصيك وصية أكيدة بالدعاء واستغث بالله والزم التضرع إليه؛ فقد قال تعالى: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد}.
وبالله التوفيق.
الموضوع قد انتهى اسال الله ان اكون قدرت اوصل طريقه للبدايه الصحيحه
وان يستجيب الله لى ولكم
اتمنى الموضوع يعجبكم ونبدا نتغير
وشكرا