لم تكن نتيجة الاستفتاء الذي نشره موقع "العربية.نت" حول حملة "وقفة مصرية" لمواجهة الزيادة السكانية فيها أي شك أو تلاعب، فقد أكد أكثر من 87% من زوار الموقع أن دعوة الرئيس المصري حسني مبارك بالتصدي للزيادة محكوم عليها بالفشل، فيما قال 12.5% إن ما عرضه مبارك قابل للتطبيق للتخفيف من الزيادة السكانية التي باتت تعاني منها البلاد.
التحذير الذي نبه إليه مبارك في افتتاح المؤتمر القومي للسكان في 9 يونيو الماضي لم يؤت ثماره، فالقول بأنه ما لم يتم التوصل إلى حل لتلك المشكلة، فإن عدد السكان بمصر سيتضاعف بحلول عام 2050 ليصبح 160 مليون نسمة، لم يلق أي قبول في الشارع المصري.
نحكم عقلنا
فمع بداية الصيف امتلأت شوارع القاهرة وميادينها الرئيسية وكباريها وكل شبر من أرض المحروسة بمجموعة من الإعلانات، تدعوا إلى توعية المواطنين بمشكلة السكان، وجاءت جميع اللافتات تحت عنوان واحد "وقفة مصرية"، فيما حملت كل لوحة رسالة مختلفة، حيث تبدأ كل مجموعة بجملة "قبل ما نزيد مولود نتأكد أن حقه علينا موجود"، ثم تتبعها مجموعة من اللافتات تحتوي علي جمل
"نحكم عقلنا نشرب كلنا"، "نحكم عقلنا نستريح كلنا"، "نحكم عقلنا نشتغل كلنا"، "نحكم عقلنا نشبع كلنا".. وكانت كل مجموعة تنتهي بـ"وقفة مع نفسنا لمصلحتنا كلنا".
"الوقفة المصرية" لا تحمل توقيع أي وزارة أو جهة حكومية أو غير حكومية، وهو نفس حال اللافتات الإعلانية التي تضعها الحكومة في الشوارع في هذه الفترة، فحملة "الشباب اللي بجد شباب بيبني مش بيهد" لم تحمل أيضا أي توقيع، حتى حملة القراءة للجميع لهذا الصيف والتي حملت عنوان "القراء للحياة.. القراءة للجميع" لم تحمل أيضا توقيع وزارة الثقافة ولا حتى أنها برعاية السيدة سوزان مبارك.. كل هذا مؤشر على أن الدولة تعلم أن الشعب لم يعد يثق في أي اتجاه تتخذه الحكومة!!.
وتأكد الجميع من فشل هذه الحملة بعد أن ترددت أنباء عن أن الحزب الوطني الحاكم في مصر يعكف على دراسة وضع ضوابط معينة للحد من الزيادة السكانية، تشمل السماح باستخدام حبوب "الإجهاض" مثل ما قامت به تونس، وفرض عقوبات علي الأسر التي تنجب أكثر من طفلين، وذلك وفقا لتقرير إخباري نشر يوم الأحد 15 يونيو الماضي.
خطأ فادح
عن هذه الحملة الإعلامية، تحدثنا إلي الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلان بجامعة القاهرة، فقال لـ (ولاد البلد) أنه من وجهة نظره فإن هذه الحملة وقعت في خطأ فادح أدى إلى فشلها، وهو أنها بدأت في مواجهة القضية بإعلانات الطرق مباشرة في حملة من المفترض بها أن تكون لتوعية الناس، وهو نوع الحملات الذي من المفترض أن تكون فيه إعلانات الطرق أخر الوسائل وتكون مهمتها منحصرة في تذكير الناس بما قدمته الحملة من توعية للناس بالأساس وليس مجموعة كلمات في قارعة الطريق، فمن أجل مناقشة قضية كبيرة مثل هذه لابد أن تقوم في البداية بالتمهيد لها من خلال قادة الرأي في المجتمع، خاصة وأن هذه القضية لم يتم العمل عليها منذ حوالي 12 أو 13 سنة ولم يتم تناولها بالشكل الكافي، ولهذا فإن الكوادر الطبية وقادة الرأي والأجيال الجديدة لم يهيؤا جيدا للقيام بدورهم في المجتمع من خلال هذه الدورة، وكان يجب أن تسبق هذه الحملة دورات تدريبية لهم حتى يكونوا على استعداد للنقاش الذي سوف يدور حول هذه الحملة.
اهتمام كرنفالي
يكمل د. صفوت: "هذا الخطأ وقع لأن المسئولين عنها تناسوا أن الحملة ليست أني "بنزل إعلانات جري وخلاص"، فالحملة لم تكن من المفترض أن تقوم لمجرد أن الرئيس قال أنه لابد من وقفة، فتقوم الوزارة بحملة "وقفة مصرية"، فالرئيس "يقول زي ما يقول" لكن ساعة التنفيذ يجب أن نتبع خطط سليمة من خلال تهيئة الجمهور وخاصة من الأجيال الجديدة التي لم تتعرض لحملة توعية سكانية منذ 12 عاما، بالإضافة إلى تجهيز القائمين على العمل مثل القابلات والوحدات
الطبية في القرى"، مشيرا إلي أنه كان من الخطأ أيضا توقف حملات تنظيم الأسرة التي انطلقت قبل ذلك، لأن التأثير الإعلامي تأثير تراكمي وليس تأثيرا فوريا.
وأضاف أن أحد جوانب فشل مثل هذه الحملات الإعلانية هو الاهتمام الكرنفالي المرتبط بالتمويل، فالتمويل يأتي في فترة لقضية المرأة فيتم عمل حملة إعلامية سريعة للمرأة، ومثلها إذا كان التمويل في فترة من الفترات من أجل المشاركة السياسية أو حقوق الإنسان أو البيئة، ولهذا يتم القيام بحملة إعلانات طرق في هذه القضايا بسرعة تجعلها لا تأتي بالنتائج المرجوة منها.
في رأيك أنت .. هل نجحت الحملة أم فشلت، وإذا تزوجت كم ستنجب من الأطفال؟!
شاهد صور الحملة الإعلانية
عدل سابقا من قبل Admin في الثلاثاء 02 فبراير 2010, 11:23 pm عدل 1 مرات